تنويه

تم غلق المدونة بشكل نهائى بعد الثورة
والانتقال الى المدونة الجديدة
مدونة اقرأ كى أحيا

http://M-Monier.blogspot.com

الصفحات

الاثنين، 5 يوليو 2010

العصيان المدنى هو مفتاح التغيير....رؤية


العصيان المدنى هو مفتاح التغيير

من الواضح لكل الاعين ان مصر وصلت الى حالة من الفساد لا حد لها فى كل المجالات فيها، نتيجة وجود نظام ديكتاتوري يحكم البلاد منذ مايقرب من 30 عاما، لم تفلح معه اى دعوة من دعوات الاصلاح ولم تؤثر فيه كل الاصوات المطالبة بالتعديلات الدستورية، التى توفر المناخ الديمقراطى للوطن وتؤدى الى حياة سياسية سليمة قائمة على أساس تداول السلطة
توحش هذا النظام للغاية، وكثرت مصائبه، على الصعيد الداخلى والخارجى. فمن موالاة الصهاينة والامريكان، ومحاربة للمقاومة العربية الاسلامية،
وفى الداخل، انتشار الفساد فى كل مجالات الحياة، وارتفاع الاسعار وتدني فى الاجور، وازدياد نسبة البطالة وارتفاع الدين العام، وضعف فى الموازنة وارتفاع نسبة الامراض، وعدم وجود بنية تحتية قوية للبلد، وطعام ملوث بماء المجار، والمبيدات المسرطنة، وملف أسود للزراعة، وتفشى الرشاوى فى كل أرجاء النظام،
إننى أرى أن الحل الوحيد القادر على تغيير هذا النظام طبقا للوضع الحالى هو العصيان المدني. ففي أواخر عام 2004 و2005، أطلق المستشار طارق البشرى دعوته للعصيان المدني في سلسلة مقالات. واكب ذلك حالة من الحراك والنشاط السياسى فى المجتمع، وبظهور حركة كفاية والكثير من الحركات المعارضة، فى ظل غياب لدور الاحزاب التقليدية، نتيجة فسادها او أختراقها من قبل الامن، او تجميدها.
واليوم نجد حالة من الحراك، تبشر بقرب لحظة اندلاع العصيان المدني، الا وهي الاعتصامات المتزايدة، بشكل ملحوظ، فى المصانع، وأمام مجلس الشعب ومجلس الوزراء. كذلك انشاء النقابات المستقلة، واتحادات الطلاب المستقلة. كما بلغت حالة الغضب ذروتها في انتفاضة المحلة 6 ابريل 2008، وفي حوادث قطع الطرق السريعة، احتجاج على القرارات، والتي كان آخرها في جزيرة محمد.
هذه الاشكال من الاحتجاجات والاضرابات، ستؤدى بنا فى النهاية الى لحظة يتوافق فيها الظرف الذاتي، مع الظرف الموضوعي، وهى تلك اللحظة التى نتطلع إليها، لحظة العصيان المدني، وهى أقرب مما نتخيل، نتيجة زيادة وحشية الحكومة فى التعامل واستياء الناس الشديد ممايحدث لهم.
وأرى أن أقدر الفئات التى تستطيع ان تحرك الشارع المصرى بالفعل تجاه العصيان المدنى هى الحركات الاسلامية السياسية، مثل الاخوان المسلمون وحزب العمل الاسلامي سنغض الطرف عن السلفيين والصوفية لانهم مازالوا فى خانة ضيقة ويمثلون أتباع للسلطان، الا من رحم ربي. فالشعب المصرى بطبعه متدين بسبب مايقرب من 1400 عام من الاسلام الذى شكل وجدان أغلب مجتمعنا وأصبحت الثقافة الدينية جزء اصيل من حياتنا، حتى لو هناك دعوات ليبرالية وعلمانية واشتراكية عديدة تنادى بفصل الدين عن السياسة وتقوم بمنهاجها هذا نجد ان صداه فى الشارع ربما يؤدى الى حراك محدود او احتجاج او انتفاضة بسيطة اما عن تحريك الجماهير من اجل أسقاط نظام مبارك فيستلزم تأصيل عقائدى إسلامى لهذا الامر.
التأصيل الاسلامى للخروج على الحاكم موجود بالفعل ووضحه العديد والعديد من المفكرين الاسلاميين، منهم على سبيل المثال، المجاهد الاسير الاستاذ مجدى حسين في العديد من كتبه. وهو يستند إلى مبدأ الولاء والبراء حيث ان مبارك يوالى الكفار دون المؤمنين فالكفار فى هذه الحالة هم الامريكان والصهاينة. فمبارك يمد الصهاينة بالغاز والكهرباء، والأسمنت والحديد، ويجعل قناة السويس والمجال الجوى لمصر مفتوح للجيوش الامريكية لضرب الدول العربية والاسلامية. ويحاصر شعبنا فى غزة ويعذب أبناء المقاومة. كل ذلك يجعل مبارك خارجا عن عقيدة الولاء والبراء، وبالتالي يصبح الخلاف مع مبارك ليس خلافا سياسيا بسيط وانما هو خلاف فى أمر فى جوهر العقيدة نفسها، وايضا فمبارك لايطبق شرع الله ولا يحتكم للقرآن والسنة وهذا يؤصل للخروج عليه.
وظروف مرحلتنا الحالية تفرض الخروج السلمى أى العصيان المدني،وأعتقد انه لو تبنينا فكرة العصيان المدنى فأن أيام النظام معدودة وبعدها فليختر الشعب من يشاء بأرادته الحرة فقط.
وهناك نقطة فى غاية الخطورة، أحب أن أتطرق اليها وللأسف تتبناها بعض الفصائل السياسية الآن، وهى فصل مشكلة مصر الداخلية عن مشاكل عالمنا العربى والاسلامى وهذا أكبر خطأ ممكن لا يقع فيه الا ساذج. فلا يجب الذهاب برئيس يحمل الرضاء الامريكى الصهيوني، والإتيان بآخر يحمل ختم رضاهم أيضا. فنحن لسنا فى معزل عن الخارج، وأن أي تغيير حقيقي فى مصر، لن يتم الا عن طريق دعم المقاومة فى لبنان وفلسطين والعراق لان هؤلاء هم من يمثلون حائط الصد ضد المستعمر الامريكي-الصهيوني، ودعمهم هو من دعمنا لذاتنا فى الاساس، اننا لاننسى أمتدادنا العربي الاسلامي، ولا ننسى ان المؤمنون لبعضهم كالبنيان المشدود. ولا ننسى أنه فرد عين على كل مسلم أنه أذا وقع عدوان على أرض من أراضى المسلمين أن يخرج للجهاد فى سبيل الله.
فى النهاية أتطرق لنقطة فى غاية الاهمية، وهى الموقف السيئ لأغلب النخبة السياسية، حيث هرعوا إلى مهديهم المنتظر البرادعي، راجعين بالحركة السياسية فى مصر 5سنوات للوراء، فمطالبهم الآن بتعديل الدستور وغيرها، كانت تنادى بها المعارضة في 2005-2006.
والان بعدما تيقن الامر بانه لا يوجد سبيل لاصلاح حقيقى فى هذا النظام، فالحل إذن هو أسقاط نظام مبارك بالكامل، ومفتاح هذا هو العصيان المدني بتكاتف كل فئات الشعب من عمال وفلاحين وطلاب وموظفيين، وكل فئات الشعب تحت راية تعقدها الحركة الاسلامية فى مصر، بالتحالف مع الحركات السياسية الموجودة فى المجتمع. ولن يصل هذا بنا الا إلى حل واحد، هو إسقاط نظام مبارك، والانتقال إلى خانة حكم الشعب لنفسه وحقه فى أختيار من يريد.
أدعوكم الى العصيان

نشر بجريدة الاشتراكى بتاريخ يونية 2010
لمحرر مدونة المقاومة المصرية
عضو أتحاد شباب حزب العمل
faresmuslim.blogspot.com